بسم الله الرحمن الرحيم
كالعادة كنت صباحاً على عجلتي باتجاه الجامعة متأبطاً أحلاماً قد لا يعيها زمن .....
ولكن لم يدُم حِملُ تلك الأحلام طويلا.......
أنصاف هذا الشهر" نوفمبر" تموج برياح توديع الخريف
لذا عشراتٌ من أوراق الشجر صكّت وجهي وأعاقت مسيرتي على ضفاف نهر الحارة...
لم أجد بُدا من التوقف جانباً خوفاً من جنون هكذا أوراق...
وعلى سياج النهر وضعت يدي اليسرى وماسكاً بالأخرى زمام المقود ...
فهالني ما رأيت........
آلاف من الأوراق تتساقط على أمواج النهر "فرحة" مشكلة طبقة جميلة باللون الأصفر "الخريفي" وعشرات الأشجار المجاورة بحفيف داوٍ تنتفظ لتساقط المزيد ......
عندها رفعت وجهي إلى عنان السماء وإذا بمئات من الأوراق تعانق السماء وتزاحم طيور هذا الصباح....
وأصبحت الأشجار التي كانت كثيفة الأوراق يتخللها الضياء ...
وبدأت تتجلى لي ملامح أخرى لم أعتدها لوجه الشجر....
أكثر عبوسا ربما...
يا الــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــه.........
.لطالما لهت صغيرتي "ليلى" هنا وغنت لذاك الوجه الربيعي الذي رحل..
وكم مررت هنا ذهاباً وإياباً محملاً بأمالٍ.... ونجاحاتٍ.... وأكثر من فشل....
لقد شاركتني تلك الأوراق المهاجرة جُل مشاعري المترامية .....
والآن بعد اختزالها كل هموم وأفراح العابرين....... ترحل!!!.....
.
حينها....
وتبعاتٍ لفكري المتأزم
وتداعياتٍ لموقف عاصف.....
رفعت غطاء شعري وتحسسته
وتذكرت الشيب الذي بدأ يتسلل خفية هنا وهناك....
أوراق تتطاير هنا ..... وأزمنة تتطاير في مفرقي....
قد يكون شبه رومانسي
ولكن...... حتما غير منصف
فهذه الشجر قد وصفها الله بقوله" والنجم والشجر يسجدان"
هي تقوم بعبادة إذاً طيلة وقتها
فما بال أزمنتي ياسادة...... بدأ يخالطها المشيب والله بها عليم.....
هنا توقفت محادثا الشجرة "بنبرة سمعها كهلٌ ياباني عابر تأزُّه الرياح"
" ربما لن ألقاكِ في ربيعكِ القادم أيتها الفاضلة...... شكرا"
العابر/عبدالإله مباركي
اليابان
2010-11-09
إرسال تعليق